اتهامات بتعمد الإساءة للمسملين.. الفيلم الهندي قصة تاج يثير الجدل في بوليوود

تسبب عرض الفيلم الهندي «قصة تاج The Taj Story» في حالة واسعة من الجدل في أوساط بوليوود، وأثار مخاوف حول استخدام السينما كمنصة لزرع الانقسام.
الفيلم الهندي قصة تاج يتسبب في حالة واسعة من الجدل في بوليوود
يتناول الفيلم ضريح تاج محل الشهير المشيَّد من الرخام الأبيض في مدينة أغرا، والذي أقامه الإمبراطور المغولي المسلم شاه جهان بين عامي 1631 و1648 لتخليد ذكرى زوجته ممتاز محل، ويعد إحدى أهم التحف المعمارية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
مشاهد تحريضية بشكل غير مباشر تشكك في أصالة هذا الأثر
وتضمن مشاهد في الفيلم اعتبرها البعض تحريضية بشكل غير مباشر، بالتشكيك في أصالة هذا الأثر، والترويج لفكرة ضرورة هدمه. ويستند الفيلم إلى فرضية سبق دحضها مرارًا، تزعم أن تاج محل كان في الأصل معبد هندوسي باسم «تيجو مهالايا» واستولى عليه الإمبراطور المسلم شاه جهان في القرن السابع عشر، وهو خطاب دعائي روج له حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف، وفق صحف هندية وأجنبية.
يحاول صناع الفيلم إثبات ما يسمونه التاريخ «الحقيقي» لتاج محل، من خلال دراما وشهادات وهمية دون أي دليل، زاعمين أن المعلم الأثري كان قصرًا مملوكًا للملك الهندوسي جاى سينج قبل استحواذ شاه جهان عليه.
اتهام الفيلم باتباغ مسار مألوف يشبه أفلامًأ دعائية سابقة لتشويه المسملمين
يقوم ببطولة الفيلم الممثل الهندي باريش راوال، ذاكر حسين، أمروتا خانفيلكار، ناميت داس، وسنيها واج، وهو من تأليف وإخراج توشار أمريش جويل، وإنتاج سوريش جها.
واتهمت صحف هندية وأجنبية، منها Times of India، فيلم «قصة تاج محل» باتباع مسار مألوف يشبه أفلامًا دعائية سابقة استهدفت تشويه المسلمين في الهند، مثل: «قصة كيرالا»، «ملفات البنغال»، «صوريافانشي»، «تاناجي»، و«بادمافاتي»، وهي أفلام مبنية على دعاية مضللة مخالفة لتاريخ الهند، تصف حكام الهند المسلمين بالإرهاب.
إحدى عجائب التلاعب بالرأي العام والتدليس في التاريخ
ووصف موقع The Wire الفيلم بأنه «إحدى عجائب التلاعب بالرأي العام، والتدليس في التاريخ، وذكر أنصاف الحقائق»، مؤكدًا أنه ينتمي لنوعية أفلام «الخط الهندوسي» التي انتشرت منذ تولي حزب بهاراتيا جاناتا الحكم، وسعت لتحويل الهند إلى ما يسمى «أمة هندوسية خالصة» عبر تزوير التاريخ والتراث الفني في بوليوود. وأضاف الموقع أن الفيلم «مُفكك، غير كفء، وغير مقنع، وسطحي وخالٍ من الحماس»، وأن مشاهدته لا تقدم سوى خطاب فارغ وتضليل وأنصاف حقائق.

