الأحد ٢٧ / يوليو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

خواطر بالبلدي يكتبها فتحي عثمان.. الله هو من حدد موعد الصلاة فلماذا تتأخر؟

خواطر بالبلدي يكتبها فتحي عثمان.. الله هو من حدد موعد الصلاة فلماذا تتأخر؟

لا يخفي على أحد أهمية آداء الصلاة في وقتها، قال تعالى"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا"، فلا دليل أهم وأقوى وأوضح على ضرورة إقامة الصلاة في وقتها، بعد هذه الآية الكريمة، إضافة إلى أجماع الفقهاء على أن الصلاة إن تم تأجيلها أو تأخيرها بدون عذر غير مقبوله، والغريب أن لفظ الصلاة القضاء غير معترف به من العلماء مدام العذر غير متوفر.


لست أنا من حدد موعد الصلاة ولا أنا من اختار التوقيت

ولم أجد فيما قرأت ما يؤكد على هذه أهمية وقت الصلاة أكثر مما كتب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير الصلاة، فقال: الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ، ولا أنا من اختار التوقيت.

 

الله هو من حدد وقدر مواقيت الصلاة

الخالق تعالى هو من قدّر ذلك، الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه، وأنا ماذا أفعل.

في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه، وكل شأنٍ ضئيل، الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية!.

 

أنا الذي أسوف وأماطل وأؤجل ثم آيته متأخرًا

يطلبني لبضع دقائق فقط، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي، أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!,

يدعوني سبحانه وتعالى (لاجتماع مغلق) بيني وبينه، أنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان. أحضر بجسدي ويغيب عقلي.

 

أبتعد عن كل شئ لدقائق معدودات لراحة بدني وعقلي

يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي.

هو الخالق العظيم، الغني عني وعن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل، ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني.

 

الله يريده اجتماعًا خاصًا وأنا أجعله حصة تسميع باردة

أنا الحاضر الغائب ..هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداًن فأي بؤسٍ أكثر من هذا..؟

موضوعات ذات صلة