
خواطر بالبلدي.. يكتبها فتحي عثمان.. سيدنا نوح مع الخيانة والعصيان

نوح عليه السلام هو أحد أولي العزم من الرسل، بعثه الله إلى قومٍ عبدوا الأصنام وابتعدوا عن عبادة الله. بدأ نوح يدعو قومه إلى التوحيد، ليلاً ونهارًا، سرًا وعلانية، ولكنهم كذبوه وسخروا منه، ولم يؤمن معه إلا عدد قليل.
"فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا"
استمر نوح في دعوته 950 سنة كما قال الله تعالى: "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا" (العنكبوت: 14). وبعد أن أصر قومه على الكفر، أوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، وأمره بصنع سفينة.
بدأ نوح بصنع السفينة بأمر الله، وكان قومه يمرون به ويسخرون منه. وعندما جاء أمر الله، انطلقت عيون الماء من الأرض، وهطلت السماء مطرًا غزيرًا، فركب نوح السفينة ومعه المؤمنون، ومن كل زوجين اثنين من المخلوقات.
خيانة الزوجه لزوجها النبي.. وفساد الإبن حتى لو كان إبن نبي
خانته زوجته، حسب وصف الله لها هى وامرأة لوط، فكانت تخبر الكافرين بأسماء من يلتقي بهم النبي نوح بهدف هدايتهم، وبالتالي كانت سببًا في إنصراف الناس عن دعوته، والبعد عن التعامل معه.
أيضا، رفض ابنه النصيحة، ورغم أنه يرى بعينيه الماء المنهمر من السماء والعيون المتفجرة من الأرض، وأصبح الماء يملأ كل شئ ويغرق كل ما على الأرض، ومع ذلك لم يهديه عقله إلى أن دعوة والده النبي نوح هى الحق، وأن الله أنزل عذابه بالكافرين، ولكنه تكبر ورفض أن يركب السفينة مع الناجين، ولم يعصمه الجبل من الماء، ولقى حتفه.
هلك من لم يستخدم علقله وقلبه بصورة طبيعية
نجا المؤمنون، وهلك الكافرون العاصون، بل هلك من لم يستخدم عقله وقلبه بصورة طبيعية، وتحدى طبائع الأشياء، حيث الزوجة التي يفترض أن تكون وفيه لزوجها ولأسرتها، فعلت عكس ذلك وخانت، والأبن رغم أن أباه نبيًا إلا أنه هلك، ولم يستفد من النصحية، ولم يشفع له عند الله دعاء أبيه له.
حسن اختيار الزوجة.. وزيادة القيمة المضافة للأبناء
الشاهد من حكاية سيدنا نوح، أنه يجب علينا حسن اختيار الزوجة، وأن أفضل ما نقدمه لأبنائنا أن نربيهم تربية سليمة، تكون نتيجتها الطبيعية، أبناء أسوياء، قيمتهم الذاتية أكبر وأفضل، من الناحية الأخلاقية والسلوكية، التي تنعكس على مستقبلهم، وأهميتهم وسط مجتمعهم الصغير والكبير، بعيدًا عن المال وفتنته، والدنيا وغرورها.