
إدمان الإنترنت والشاشة.. وسلامة أطفالنا الصحية والعقلية

كتب فتحي عثمان
أصبح تأثير الإنترنت في عصرنا الحالي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث غيّر شكل التواصل والمعرفة والعمل وحتى الترفيه، وقد دخل الإنترنت إلى بيوتنا فأثّر بشكل كبير على الأسرة، سواء بالإيجاب أو السلب، مما يجعل من الضروري فهم هذا التأثير لتحقيق التوازن المطلوب.
تعزيز التواصل خصوصًا مع الأقارب والأصدقاء
من الناحية الإيجابية، ساعد الإنترنت الأسرة على تعزيز التواصل، خصوصًا مع الأقارب والأصدقاء البعيدين، كما أصبح وسيلة فعّالة للتعلم، حيث يمكن للأطفال والآباء على حد سواء الاستفادة من المصادر التعليمية المتنوعة، إضافة إلى تسهيل إنجاز المهام الدراسية والبحث العلمي.
كذلك سهّل الإنترنت التسوّق من المنزل، ودفع الفواتير، والعمل عن بُعد، مما وفّر الوقت والجهد وساعد في تحسين جودة الحياة داخل الأسرة.
لايمكن إغفال الجوانب السلبية للاستخدام المفرط للإنترنت
ولكن، لا يمكن إغفال الجوانب السلبية، إذ قد يؤدي الاستخدام المفرط للإنترنت إلى ضعف العلاقات الأسرية، حيث يقضي بعض أفراد الأسرة ساعات طويلة على هواتفهم أو حواسيبهم، مما يضعف التواصل الحقيقي بينهم. كما أن المحتوى غير المناسب أو الضار قد يؤثر على الأطفال والمراهقين إذا لم يكن هناك رقابة من الوالدين.
أيضًا، قد تظهر مشاكل مثل الإدمان الرقمي، والعزلة الاجتماعية، وتأثر التحصيل الدراسي أو تراجع الاهتمام بالأنشطة التقليدية كالمطالعة والرياضة.
قوانين داخلية للاستخدام وتشجيع الأنشطة المشتركة
لذلك، من المهم أن تلعب الأسرة دورًا في توجيه استخدام الإنترنت، وذلك بوضع قوانين داخلية للاستخدام، وتشجيع الأنشطة المشتركة، والمراقبة الإيجابية دون تقييد مبالغ فيه. كما ينبغي تثقيف الأبناء حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.
وفي الختام، الإنترنت أداة قوية لها فوائد كثيرة إذا أُحسن استخدامها، ولكنها قد تكون ضارة إذا أُسيء استخدامها، لذا يجب على كل أسرة أن تسعى إلى تحقيق التوازن، لتستفيد من إيجابيات الإنترنت وتتجنب سلبياته، حفاظًا على ترابطها وسلامة أفرادها.
تحمل مسؤولية سلامة أفراد الأسرة الاجتماعية
وعلى كل أب وأم تحمل مسؤولية سلامة أفراد الأسرة الاجتماعية من خلال البدء سريعا في تقنين استخدام الأطفال للشاشات، ودمجهم في محيطهم، وعليهم ان يتعرفوا على إحصائية الإصابة التوحد حتى يتيقنوا من ضرر الشاشة على سلامة وصحة أبنائهم.