الأحد ٢٧ / يوليو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

دراسة حديثة: لهذه الأسباب يتعلم الأطفال اللغة أسرع من الذكاء الاصطناعي

دراسة حديثة: لهذه الأسباب يتعلم الأطفال اللغة أسرع من الذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال لا يتلقون اللغة بالطريقة نفسها التي تتبعها الأنظمة الآلية؛ إذ يتعلمون من خلال الاستكشاف الحسي المتعدد، والتفاعل الاجتماعي، والدافع الذاتي للفضول، وتعلُّمهم للغة عملية نشطة ومترابطة بعمق مع تطورهم الحركي والمعرفي والعاطفي.

 

تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر شبهًا  بالبشر في المستقبل

وهذه الرؤى التي توصل إليها الباحثون في هذه الدراسة لا تعيد فقط تشكيل فهمنا للتطور المعرفي خلال مراحل الطفولة المبكرة، بل قد تساعد أيضًا في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر شبهًا بالبشر في المستقبل.

حتى أذكى الآلات لا يمكنها مجاراة عقول الأطفال في تعلُّم اللغة. فلو كان الإنسان يتعلم اللغة بسرعة مماثلة لسرعة ChatGPT، لاحتاج الأمر إلى 92,000 عام. فحتى مع قدرة الآلات على معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة عالية جدًا، فإنها تبقى متخلفة كثيرًا عن الأطفال عندما يتعلق الأمر باكتساب اللغة الطبيعية.

 

إطار نظري جديد يفسر القدرة الفريدة لدى الأطفال

هذا ما أظهرته دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية Trends in Cognitive Sciences، قدمت فيها البروفيسورة (Caroline Rowland) من معهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي (Max Planck Institute for Psycholinguistics)، بالتعاون مع باحثين من مركز LuCiD في المملكة المتحدة، إطارًا نظريًا جديدًا يفسّر هذه القدرة الفريدة لدى الأطفال.

 

كيف تتحول المعلومات إلى لغة طليقة عند الأطفال؟

وشارك الباحثون نتائج جديدة تشرح كيف يحافظ الأطفال على هذا التفوق، ولماذا يُعدّ ذلك مهمًا. وقد اعتمد الباحثون على علوم الحاسوب واللغويات وعلم الأعصاب وعلم النفس، لشرح كيف تتحوّل المعلومات إلى لغة طليقة عند الأطفال، وتبيّن أن السر لا يكمن في كمية المعلومات التي يتلقاها الأطفال، بل في الطريقة التي يتعلمون بها من هذه المعلومات.

على عكس الآلات التي تتعلم بنحو أساسي من نصوص مكتوبة، يكتسب الأطفال اللغة من خلال عملية نشطة وديناميكية مرتبطة بنمو مهاراتهم الاجتماعية والمعرفية والحركية.

 

إشارات متعددة ومتزامنة تعزز قدرتهم على استيعاب اللغة

فهم يستخدمون جميع حواسهم – البصر والسمع والشم واللمس – لفهم العالم وبناء مهاراتهم اللغوية. وتوفر لهم البيئة المحيطة إشارات متعددة ومتزامنة تعزز قدرتهم على استيعاب اللغة.

وأهم من ذلك، أن الأطفال لا يجلسون في انتظار تعلُّم اللغة؛ بل يسعون دائمًا إلى استكشاف محيطهم، ويبحثون باستمرار عن فرص جديدة للتعلم.

 

إنهم يعدلون تعلمهم باستمرار ويسعود وراء التجارب

تقول البروفيسورة (Caroline Rowland): “إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعالج البيانات، وأما الأطفال فيعيشونها”، وتضيف: “تعلمهم تفاعلي ومتأصل بعمق في السياقات الاجتماعية والحسية، إنهم يعدّلون تعلُّمهم باستمرار ويسعون وراء التجارب، كأن يلمسوا الأشياء بأيديهم، أو يزحفوا نحو ألعاب جديدة، أو يشيروا إلى أشياء تثير اهتمامهم، وهذا ما يُمكّنهم من إتقان اللغة بسرعة عالية”.

موضوعات ذات صلة