
دراسة جديدة.. الجهاز المناعي يعمل بشكل أفضل خلال ساعات النهار

أكدت دراسة أجراها باحثون بجامعة أوكلاند، أن الجهاز المناعي يعمل بشكل أفضل خلال ساعات النهار.
وأوضحت الدراسة، التى نشرها موقع "Earth"، أن الخلايا المتعادلة، وهى نوع من خلايا الدم البيضاء الأكثر شيوعًا، لها ساعة داخلية خاصة بها، حيث تستجيب هذه الساعة لضوء النهار بشكل يؤدى لتعزيز المناعة.
أجسامها الشفافة تسمح للباحثين بمراقبة الخلايا المناعية
ولجأ العلماء إلى سمك الزرد، وهى أسماك صغيرة تعيش في المياه العذبة، وتتشابه مع البشر في جيناتها، بجانب أن أجسامها الشفافة تسمح للباحثين بمراقبة الخلايا المناعية حية، تحت المجهر، دون الحاجة إلى إجراء جراحة أو استخدام صبغات.
وتم إصابة أسماك الزرد بالعدوى، بالتزامن مع تغيير ظروف الإضاءة، ورصد نشاط الخلايا المتعادلة ، وهي الخلايا الأولى المستجيبة لجهازنا المناعي، دقيقةً بدقيقة، وأظهرت النتائج بوضوح أن هذه الخلايا كانت أكثر عدوانية وكفاءة خلال النهار.
لا تستجيب الخلايا المتعادلة بشكل سلبي للإشارات الخارجية فقط
واتضح بالدراسة، لا تستجيب الخلايا المتعادلة بشكل سلبي للإشارات الخارجية فحسب، بل تحتوي على ساعة يومية خاصة بها، يتحكم بها جين أساسي يُسمى per2 ، حيث يستشعر هذا الجين ضوء النهار وينشط برنامجًا لقتل البكتيريا داخل الخلية.
وعندما أزال العلماء أو عطّلوا بروتين per2 في سمك الزرد، ضعفت الاستجابة المناعية حتى خلال النهار، وفشلت العدلات في هذه الطفرات في السيطرة على العدوى بفعالية، وارتفعت معدلات بقاء البكتيريا، وتفاقم الالتهاب.
تحسين تصفية البكتيريا وتحسن سلوك العدلات
وأظهرت النتائج أنه عند استعادة الضوء، تم تنشيط بروتين per2 مجددًا، وقد أدى وجوده إلى تحسين تصفية البكتيريا وتحسن سلوك العدلات.
وبالتالي، فإن دورة الليل والنهار لم تكن تحدد إيقاع النوم أو اليقظة فحسب، بل كانت تؤثر بشكل مباشر على قوة المناعة على المستوى الخلوي.
زيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية وتحسين قدرة البكتريا
واكتشف الباحثون أنه عند تنشيط جين per2 ، يحفز هذا الجين التعبيرَ عن hmgb1a بشكل أكبر ، يؤدي هذا إلى زيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) وتحسين قدرة البكتيريا على قتلها، وفى حالة تعطل أيٍّ من الجينين ، تفقد الخلايا المتعادلة هذه القدرة.
وبينما كان بروتين per2 يعمل كمسرّع، كان بروتين آخر، Cry1a، يعمل كمكبح. من المعروف أن Cry1a يثبط نشاط الساعة البيولوجية. في الجهاز المناعي، يتحول هذا القمع إلى انخفاض في كفاءة العدلات.