الأحد ٠٨ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

هل يوجد من يطفئ الأنوار في وجوههن؟ .. البلوجرات وفيديوهات قلة الأدب

هل يوجد من يطفئ الأنوار في وجوههن؟ .. البلوجرات وفيديوهات قلة الأدب

 ليس هنا مقام الحديث عن حرية الرأي والتعبير التي نتمناها ونحرص عليها ونحيا من أجلها، ولكن الحديث عن فئة لا تقدم إلا كل ما هو فاسد وفاحش وتافه وخطير على ثقافتنا عمومًا وثقافة الأجيال الجديدة خصوصًا.

 

أصبحنا مجبرين على مشاهدة هذه الفيديوهات

فتيات قررن التربح من الوقوف أمام الكاميرا بملابس لها صفات معينة أو من غير ملابس إلا الفتات منها، تظهر على الشاشة لساعات، لا يخرج منها إلا الغث والرخيص.

أصبحن نحومًا، ووجوهًا مألوفة لدى الناس من كثرة ظهورهن، وانتشار فيديوهاتها، على مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المرات، وأصبحنا نحن مجبرين على مشاهدة هذه الفيديوهات والنظر لهذه الوجوه بإرادتنا أو غصبا عنا.

 

عندما تتحول التفاهات إلى ثقافة وسلوكيات جديدة

وما نرفضه اليوم ونعتبره سلوكًا مشينًا، نألفه بعد يوم أو أكثر ونعتاد عليه، ثم من كثرة مشاهدته ندمنه، وتتحول التفاهات إلى ثقافة وسلوكيات جديدة يمارسها الناس في البداية على أنه أمر واقع، وما تلبث أن تتحول إلى شيء جديد وثابت في حياة الأجيال الجديدة.

فهل ما تنتجه هؤلاء البلوجرات من فيديوهات ومحتوياتها، ما نريده أن يصل إلى أبنائنا وأحفادنا؟ هل كل من يستطيع الظهور أمام الكاميرا، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو القنوات التي تؤجر الهواء لمن يدفع أكثر، يظهر وتبًا لكل شيء؟

 

المسألة متعلقة بالرسائل ومحتوياتها ومضمونها

المسألة ليست خاضعة لحرية التعبير ولا أي حرية أخرى، المسألة متعلقة بالرسائل ومحتوياتها، ومضمونها، وماذا نريد أن نشاهده، ويشاهده معنا الأجيال اللاحقة، وإذا كان لدينا ميثاق شرف صحفي، ولوائح وقوانين نلتزم بها كصحفيين وإعلاميين، في ظل نقابات وهيئات تتابع وتراقب وتعاقب، لماذا لا يكون لدينا آلية أو جهة تستطيع أن تتحكم في الرسائل التي تبث في هواء بلدنا.

الشركات العملاقة التي تمتلك هذه المنصات، رضخت للكثير من الملاحقات القضائية والطلبات المحلية في أكثر من دولة أوروبية، ونستطيع أن نجلس معهم ونتفق على شروط عامة لمن يجلس أمام الكاميرا ويبث ما بجعبته في آذان أولادنا.


شركات الميديا الكبيرة رضخت لطلبات بعض الدول الأوروبية

إنهم يمنعون بعض المنشورات والألفاظ والصور التي لا يرضون عنها، رغم أنها أحيانًا تكون من أجل مناصرة قضية عادلة مثلما يحدث في فلسطين حاليًا، وعلى هذا المقياس نحتاج إلى من يطفئ الأنوار في وجه البلوجرات التي تمتلئ بهم ساحات المحاكم بتهمة إذاعة فيديوهات خادشة للحياء.

حسن الشيخ

موضوعات ذات صلة