
للشهرة حدود يا.. دكتور مبروك عطية

عندما شاهدت ـ بالصدفة ـ فيديو على فيس بوك للدكتور مبروك عطية مع المطرب عمر كمال، توقعت لأول وهله أن الفيديو من صنع الذكاء الاصطناعي، كان رد فعلي المباشر تجاهه: "إيه اللي جاب القلعة جنب البحر".
الشيخ مبروك عطية استخدم كل وسائل الظهور والوقوف أمام الكاميرا، فقد شاركت في العديد من البرامج المباشرة التي كان يظهر فيها مع احد المذيعين كضيف، سواء كانت الضيافة للمرة واحدة، وإما ضيف دائم على أحد البرامج.
ولم يكتف الدكتور عطية بذلك، ولكنه كان يصنع فيديوهات من المنزل أو المكتب، وعمل لفترة مذيع ومقدم برنامج يظهر فيه بمفرده، يرد على عدد ضخم من الاتصالات الهاتفية، كان في معظم الأحيان لا يترك للسائل ان يكمل سؤاله.
أسلوب الدكتور مبروك، شهد الكثير من الاختلاف، خاصة فيما يتعلق بالسخرية أحيانا، والخروج عن النص أحيانا أخرى في مخاطبة النساء والرجال وخاصة الريفيين منهم.
ربما يكون كل ما سبق مقبول بصورة أو بأخرى، لأنه أولًا وأخيرًا، رجل دين متخصصص ينتمي إلى جامعة الأزهر العريقة، ولديه ما يدلو به من علم حتى وإن اختلفنا مع الأسلوب.
لكن أن يظهر الدكتور الكبير مع أحد نجوم المهرجانات، بأي سبب وأي تفسير، أعتقد أنها صورة غير مقبولة عن رجل الدين عموما.
في الفيديو القصير الذي شاهدته، يطلب فيه الدكتور مبروك عطية من عمر كمال، أن يغني له مهرجان، ولغرابة الطلب، يرد عليه كمال ويقول له: حضرتك عايزني أغني لك دلوقت في وجودك؟
قال له : آه
فغنى عمر كمال أحد المهرجان وبدأ التصفيق والانبساط من الحضور مع كلمات المهرجان، واخذ الدكتور عطية يتمايل طربًا هو الآخر.
أعتقد أن ذلك لا يمكن يكون أحد الصور التي تليق برجل الدين مهما كانت رغبته الضخمة في الشهرة وبأي وسيلة، ولا أعتقد أيضا أن هناك مبرر من أي نوع لرجل الدين حتى ينزل إلى درجة محاورة المطربين ومؤدوا المهرجانات مهما كانت درجة قبولهم الشعبي.
الصورة التقليدية لرجل الدين محفورة في أذهان الناس ولها احترامها وقدسيتها، وعلى الدكتور مبروك عطية أن يلتزم بها، ويكتفي بما يملكه من شهرة وانتشار.
حسن الشيخ