
هل تريد أن تكون رفيق النبي في الجنة؟ عمرو خالد يصف الطريق

كشف ، الداعية الإسلامي عن ثلاثة أمراض مانعة للهداية، وثلاث صفات تجعل من يتحلى بها رفيقًا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، قائلًا إن الهداية من الله وحده، لكن هناك قلوبًا مهيأة للهداية وأخرى غير مهيأة لها.
وساق خالد في خامس حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، أمثلة ونماذج من السيرة النبوية تبين هذه الأمراض المانعة من الهداية والتي كانت سببًا في عدم إسلام البعض.
وضرب المثل بنموذجي عمر بن الخطاب وأبي جهل، اللذين كانا شديدي العناد والرفض للإسلام وكان يؤذيان المسلمين في بداية الدعوة، ودعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين: عمرو بن هشام (أبو جهل) أو عمر بن الخطاب، لكن الأول قلبه غير مهيأ للهداية والثاني كان قلب مهيئًا، بسبب صفات نفسية، وليس نتيجة لقلة عقل أو ذكاء.
عمرو خالد: 3 أمراض مانعة للهداية
وحدد خالد الأمراض الثلاثة المانعة من الهداية على النحو التالي:
المرض القلبي الأول: تضخم الأنا
أوضح خالد أن هذا الشخص الذي يشعر بتضخم الأنا ينظر إلى نفسه على أنه محور الحياة، ويدوس على أي شخص يقف في طريقه، لكنه يشعر بالوحدة، لأنه في معزل عمن حوله حتى لو كان محاطًا بمئات الأهل والخدم والأصدقاء، لأنه يشعر أن حقيقته غير مقبولة عند الناس.
وذكر نموذج الوليد بن المغيرة كمثال على الشخص الذي يعاني من تضخم الأنا، والذي قال فيه القرآن: "ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا* وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا* وَبَنِينَ شُهُودًا* وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا، فعلى الرغم من أنه كان لديه مال وأبناء، لكنه كان وحيدًا بسبب شعوره بالأنا، "ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ"، لديه شعور زائد بالاستحقاق عن باقي الناس.
ثم يمضي القرآن في تصوير وتحليل شخصيته، فيقول: سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا* إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ"، كلما زادت الأنا لديه يتعب أكثر، ويعاني من إرهاق نفسي.
المرض القلبي الثاني: الكبر
تحدث خالد عن ثاني الأمراض المانعة من الهداية وهو الكبر، مستشهدًا بنموذج عمرو بن هشام، الذي كانت قريش تسميه أبا الحكم، أو هو من أطلق على نفسه هذه الكنية، وكان أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بعامين فقط، من شدة الكبر والعمى عن البديهيات أصبح في قمة الجهل، ولقب بـ "أبي جهل".
وقال خالد إن مشكلته الوحيدة كانت تتمثل في حب الزعامة، ورغبته في أن يصبح زعيمًا لقريش بأية طريقة، ولما طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن رسول الله، قال له: يا محمد أنت كذاب، لو علمت أنك صادق لاتبعتك ولكنك كداب، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى صاحبه عقبة بن أبي معيط وقال: والله إنه لصادق، ولكننا كنا وبني هاشم (قبيلة النبي) كفرسي رهان حتى قالوا منا نبيًا فأنى لنا بهذه؟، والله لا أصدقه أبدًا.
وحذر خالد من أن الكبر يمنع الفرد من العبودية، لأنه مرض إبليسي، لأن الكبر أخرج إبليس من الجنة فلا يمكن أن يدخلها متكبر، لذلك لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
وشرح كيفية التخلص من الأنا، من خلال الرضا عن قدر الله، لأن قدر الله فيه عطاء وفيه منع، "إنما يمنعك ليربيك.. يمنعك حتى لا تتضخم الأنا، وهل الفقد والمنع إلا لتهذيب النفس، وكل منع يفعله الله معك هو حب لك ليربيك، وسمي الرب ربا لأنه يربي عباده، وهو سبحانه يوازن حياتك بين منع وعطاء ليهذب روحك".
وبين خالد كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عالج هذا الأمر مع خالد بن الوليد الذي كان لديه تقدير للذات عالي وثقة بالنفس غير عادية، وكانت لديه قدرة على قراءة الأحداث والمعارك، وكان السبب في هزيمة أحد وموت 70 صحابيًا، وذلك من خلال إرسال رسالة إليه خلال عمرة القضاء، قال له فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!! ومِثْلُ الإسلام يَجْهَلُهُ أحد؟! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك، فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وَجِدَّهُ المسلمين على المشركين كان خيرًا له ولقدمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما قد فاتك، وقد فاتتك مواطن صالحة"، فلما قرأ الكتاب زادت رغبته في الإسلام.
وأشار خالد إلى أنه نتيجة لذلك، فتح خالد الشام والعراق، وأسقط الفرس والروم، حتى كانت المعركة العظيمة فتح القدس فإذا بعمر بن الخطاب يعزله ويعين أبا عبيدة بن الجراح قائدًا للجيش، من أجل تحقيق التوازن بين تقدير الذات ومنع الأنا من التضخم.
وكشف خالد أن التخلص من داء الكبر يكون من خلال العبادة، وبخاصة الصلاة، والشعور عند أدائها بالإحساس، والخشوع في السجود.
المرض القلبي الثالث: نفس فقيرة طماعة جشعة
وصف خالد، النفس الفقيرة بأنها تلك التي لا تشبع أبدًا، مهما كان لديها من مال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تضعضع (تذلل) لغني لأجل عناه ذهب ثلثا دينه".
وحث خالد على طرق الأبواب لكن بعزة نفس دون مذلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير".
وضرب مثلًا بأبي لهب الذي أعتق جاريته التي زفت إليه البشرى بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج ولديه عتبة وعتيبة من ابنتي النبي رقية وأم كلثوم، لكنه بعد أن أصبح نبيًا تحول هذا الحب إلى قمة العداوة، خوفًا على مصالحه وأمواله، فقد كان أغنى رجال بني هاشم، وكان يخشى على تجارته مع قريش، لذا كان يبالغ في عداوته للنبي حتى يأكد لقريش أنه معها، وكانت تحرضه على ذلك زوجته أم جميل.