الأحد ٠٨ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

فن النوم في رمضان.. كيف تنظم ساعاتك؟

فن النوم في رمضان.. كيف تنظم ساعاتك؟

في رحاب شهر رمضان المبارك، حيث الروح تتقرب إلى السماء والجسد يتشح بالصيام، يتسلل إلى الكثيرين همسات القلق الناتجة عن تشتت ساعات النوم، فبين السحور والفجر، وبين العمل والافطار، يصبح النوم المتقطع هو الرفيق غير المرغوب فيه.

تلك الساعات القليلة من النوم التي تتناثر هنا وهناك، تصبح سببًا للإرهاق البدني والعقلي، وتؤدي إلى صداع يشوه صفاء الذهن وتعب يختبئ خلف ابتسامات صادقة، ولكن، هل من سبيل لجعل هذا الشهر المبارك أكثر توازنًا؟ وهل من طريقة لاحتواء تلك الفوضى في ساعات النوم؟

 

السر يكمن في ترتيب وتنظيم النوم، فكما ننظم مواعيد الإفطار والسحور، يجب أن نخصص وقتًا لنظم راحة أجسادنا في هذا الشهر الذي يتطلب منا الانضباط والتوازن، قد تكون البداية بسيطة: النوم بعد صلاة التراويح، عندما يهدأ الليل وتطمئن القلوب، هي فرصة ذهبية لاستعادة الطاقة، فبدلاً من السهر حتى السحور، يمكن للراحة القصيرة بعد التراويح أن تعيد للجسد حيويته وتوازن وظائفه.

النوم دفعة واحدة، حتى ولو لعدد ساعات محدود، أفضل من النوم المتقطع الذي يبعثر ساعات الراحة على مدار اليوم، يجب أن يكون النوم في رمضان جزءًا من استراتيجيتنا اليومية، لا أن ننتظره على هامش الجدول الزمني المشغول.

 

على سبيل المثال، بعد العودة من العمل، يمكن تخصيص وقت للاستراحة القصيرة، ولكن دون أن يتداخل ذلك مع موعد الإفطار، فإن تنظيم هذا الوقت يقلل من الإرهاق ويجعل الشخص أكثر استعدادًا للحفاظ على نشاطه وتركيزه في الفترة المتبقية من اليوم.

ولعل من أكثر من يعانون من اضطراب النوم في رمضان هن السيدات اللاتي يتحملن العبء الأكبر في تجهيز الإفطار والسحور، وغالبًا ما تكون ساعات نومهن غير منتظمة أو متقطعة، بسبب العزومات الطويلة أو التزامات أخرى، لذلك، يجب أن يكون لكل فرد في العائلة، خاصة النساء، الأولوية في الحصول على قسط من الراحة، ليظل الجسد نشيطًا وقادرًا على مواصلة مهامه اليومية.

 

إن تنظيم ساعات النوم في رمضان ليس رفاهية، بل هو ضرورة لضمان أداء الأعمال الروحية والجسدية على أكمل وجه، فكلما تم ترتيب نومنا، كلما كانت أيامنا في هذا الشهر الكريم أكثر إشراقًا، وأقل تعبًا، وأكبر قدرة على استقبال رحمة الله بقلوب هادئة وعقول مرتاحة.

محمود عبدالراضي

 

موضوعات ذات صلة