
أيقونة الابتهال الديني في مصر.. حكاية النقشبندي

تعد أيقونة المبتهل المصري الشيخ سيد النقشبندي، "مولاي"، مزارا للبحث عنها في شبكة الانترنت من الشباب والكبار على السواء، من المسلمين وغيرهم، لما لها من وقع رائع في النفس من خلال هذا الصوت الذي يسهل التمتع به ويصعب تقليده.
يقول مينا فهيم، وهو مسيحي مصري حسب "بي بي سي عربي"، إن ابتهال "مولاي" كان "شبه أساسي" في الحفلات التي شارك فيها في صباه، وكان يقدمها مع الكورال ويمزجها بترنيمة "مريم البكر"، فيما يُعرف بالـ "ميدلي"، الذي يعكس "انصهار" الإسلام والمسيحية في الثقافة المصرية.
ويحكي مينا، ذو الـ19 عاماً، أنه قدم هذا الابتهال في إحدى الحفلات التي أقيمت بالتعاون بين جامعة الأزهر ومدرسة الفرنسيسكان التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وأن والده حين استمع إليه وهو ينشد "مولاي"، حثه على تقديم ابتهالات أخرى للنقشبندي قائلاً "احفظ له المزيد، وقدم المزيد!".
رابطة قوية
وقد نشأت رابطة قوية بين النقشبندي ومينا، طالب الثانوية الذي ينحدر من قرية بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وذلك من خلال "كورال جميعة الصعيد" الغنائي، وكان عمره آنذاك لا يتخطى أصابع اليدين.
ويشرح مينا قائلاً: "حين طُلب مني لأول مرة أن أحفظ ابتهال مولاي، بحثتُ عن ابتهالات أخرى للنقشبندي، وبدأت أحفظها عن ظهر قلب وأنا في السابعة من عمري".
ومع ذلك، يرى مينا أن صوت النقشبندي يعد تجسيدا لـ "السهل الممتنع"، كما أن "عُرَبه الغنائية حكر عليه"، والعُربة هي تنقل الصوت بين نغمات مختلفة في المَدَّة الصوتية الواحدة.
ويضيف: "حين تسمعه تطرب له، وتقول: الله!، وتظن أن ما يقدمه دون تكلّف، يسهل تقليده، لكن عندما تحاول ذلك، تجد الأمر مرهقاً في حفظ التحويل أو التنقل بين المقامات الموسيقية".
حبه لطنطا والسيد البدوي
غلاف رواية "النقشبندي" للمؤلفة رحمة ضياء صدر الصورة،الحساب الشخصي لمؤلفة الرواية رحمة ضياء
"رأيت في المنام أنني في طنطا في طريقي لزيارة مقام السيد البدوي فشعرت بأنها علامة"، هكذا قالت رحمة ضياء عن روايتها التي تحمل اسم "النقشبندي"، التي حاولت فيها أن تستلهم من حياة المبتهل الذي عاش معظم حياته في طنطا ورفض أن يبرحها.
وحكت رحمة، الكاتبة الصحفية الشابة، أنها كانت تسعى إلى كتابة رواية تحكي سيرة شخصية ملهمة، وبدأت في طرح أكثر من اسم، إلى أن توقفت عند شخصية المبتهل المصري الشيخ السيد النقشبندي.
وقالت: "بمجرد أن نطقتُ الاسم، شعرتُ بأنني لا أرغب في طرح أسماء بديلة، وتذكرتُ الحلم الذي كان غريباً، لاسيما وأنني لست ممن اعتاد زيارة الأولياء، فأحسستُ بأنها إشارة بأن أكتب عن النقشبندي".تعد أيقونة المبتهل المصري الشيخ سيد النقشبندي، "مولاي"، مزارا للبحث عنها في شبكة الانترنت من الشباب والكبار على السواء، من المسلمين وغيرهم، لما لها من وقع رائع في النفس من خلال هذا الصوت الذي يسهل التمتع به ويصعب تقليده.
يقول مينا فهيم، وهو مسيحي مصري حسب "بي بي سي عربي"، إن ابتهال "مولاي" كان "شبه أساسي" في الحفلات التي شارك فيها في صباه، وكان يقدمها مع الكورال ويمزجها بترنيمة "مريم البكر"، فيما يُعرف بالـ "ميدلي"، الذي يعكس "انصهار" الإسلام والمسيحية في الثقافة المصرية.
ويحكي مينا، ذو الـ19 عاماً، أنه قدم هذا الابتهال في إحدى الحفلات التي أقيمت بالتعاون بين جامعة الأزهر ومدرسة الفرنسيسكان التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وأن والده حين استمع إليه وهو ينشد "مولاي"، حثه على تقديم ابتهالات أخرى للنقشبندي قائلاً "احفظ له المزيد، وقدم المزيد!".
السفر والترحال منذ الطفولة
قبل الاستقرار في طنطا، عرف النقشبندي السفر والترحال منذ طفولته؛ من شمالي مصر حيث ولد في محافظة الدقهلية في 12 مارس/آذار 1921، إلى جنوبها في سوهاج بصعيد مصر، التي قضى فيها نحو عشرين عاماً تلقى خلالها التعليم الأزهري وحفِظ القرآن الكريم.
ولم يكتف النقشبندي بالدراسة الأزهرية، بل التحق بمدرسة تحسين الخطوط في طنطا، وقد اعتاد وهو في أوائل العشرينيات وحتى وفاته أن يكتب بخطه الجميل أهم أحداثه اليومية في مفكرات، وهو أمر لم يكن مألوفاً، لاسيما في عالم المبتهلين، وكان يقول "من لم يمتلك مفكرة، فلا تستقيم حياته".
"لا تتركني يا سيد!"
على الرغم من أن طنطا لم تكن محل ميلاد النقشبندي، فإنه اختارها، أو ربما اختارته هي - كما يُقال في الفلسفة الصوفية - لتكون مُستقراً له حتى آخر حياته، غير منبهر بأضواء العاصمة التي كان الذهاب إليها حلم كل من يسعى إلى الشهرة.
ويحكي الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، أن السر وراء اختيار النقشبندي لطنطا يعود إلى منام يقول إنه رأى فيه الشيخ السيد أحمد البدوي، الذي يُعرف بـ"شيخ العرب"، يقول له: "لا تتركني يا سيد!".
كان النقشبندي مؤذناً وقارئاً في مسجد سيدي سالم المغربي، المجاور لبيته القديم في طنطا، والمجاور أيضاً لمسجد السيد البدوي الذي يُعرف أيضاً بالمسجد الأحمدي، وكان يقرأ فيه الشيخ النقشبندي كذلك.
السفر والترحال منذ الطفولة
قبل الاستقرار في طنطا، عرف النقشبندي السفر والترحال منذ طفولته؛ من شمالي مصر حيث ولد في محافظة الدقهلية في 12 مارس/آذار 1921، إلى جنوبها في سوهاج بصعيد مصر، التي قضى فيها نحو عشرين عاماً تلقى خلالها التعليم الأزهري وحفِظ القرآن الكريم.
ولم يكتف النقشبندي بالدراسة الأزهرية، بل التحق بمدرسة تحسين الخطوط في طنطا، وقد اعتاد وهو في أوائل العشرينيات وحتى وفاته أن يكتب بخطه الجميل أهم أحداثه اليومية في مفكرات، وهو أمر لم يكن مألوفاً، لاسيما في عالم المبتهلين، وكان يقول "من لم يمتلك مفكرة، فلا تستقيم حياته".