
لا وألف لا

لعلها المرة الأولى، التى تتردد فيها ، " لا " العربية ، فى أرجاء البيت الأبيض . قالها العرب جميعا ، بقوة ودون تردد .فوصلت بنفس القوة والسرعة إلى ساكن البيت الأبيض، دونالد ترامب . بعد أن أعلن خطته الصادمة بشأن غزة ، فى وجود مجرم الحرب وسفاح الأطفال نتنياهو ، قبل أقل من ثلاثة أسابيع .
وتتلخص فى تهجير الفلسطينيين من القطاع، إلى مصر والأردن ، وسيطرة أمريكا عليه ، وتحويله إلى ريفيرا الشرق الأوسط . احدثت الخطة زلزالا فى المنطقة والعالم اجمع .
قال العرب جميعا ، وفى المقدمة ، مصر والأردن ، " لا" . وتوالت ردود الافعال الرافضة ، من سكرتير عام الأمم المتحدة، والمانيا وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا والبرازيل ودول أفريقيا، ولم توافق عليها سوى دولة الاحتلال الصهيوني. تكاتف العرب ، واتفقوا على رفض التهجير ، وطالبوا المجتمع الدولى بتطبيق حل الدولتين ، باعتباره الطريق الوحيد ، لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط ، وأكدوا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ . أدرك ترامب ، أن خطته لاترضى سوى مجرم الحرب نتنياهو .
وسمع " لا " بكل لغات العالم ، وبشكل خاص باللغة العربية، تتردد بقوة من حوله . فما كان منه ، الا إصدار التصريح التالى امس الأول الجمعة : "خطتى بشأن غزة جيدة ، لكننى لن أفرضها ، وسأكتفى بالتوصية " وأشار ترامب إلى إنه فوجئ بموقف مصر والأردن الرافض للمقترح الذي طرحه بتفريغ قطاع غزة من سكانه لإعادة إعماره.
وأنا بدورى أكرر ، ماقلته لترامب، فى مقال سابق ، ارفع يدك عن قطاع غزة ، ونحن كفيلون بإعادة اعمارها . وسوف تسمع ذلك ، يوم ٤ مارس ، فى القمة العربية الطارئة ، التى تستضيفها مصر ، ويتم خلالها الإعلان عن خطة واضحة المعالم ، لإعادة اعمار غزة ، دون تهجير أهلها . لقد تعرضت غزة لأيشع إبادة جماعية فى التاريخ الحديث ، على يد السفاح نتنياهو ، ولايملك أحد تقرير مصيرها ، سوى أهلها ، الذين يحلمون فقط بجلاء الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة .
سلمتم ياقادة العرب ب " لا " الصريحة ، وتحيا مصر القوية ، وقيادتها الحكيمة .